الرياضيون الإسرائيليون يثيرون الجدل ويجذبون الانتباه إثر مشاركتهم في البطولات المقامة في الخليج العربي ونتنياهو يثير عاصفة دبلوماسية بزيارته لسلطنة عمان.
في العشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شارك فريق إسرائيلي للجمباز في بطولة عالمية استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، وبعدها بأسبوع، قامت دولة الإمارات باستضافة وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغف، خلال مشاركة فريق الجودو الإسرائيلي في بطولة "غراند سلام" في أبو ظبي. واختتم الشهر بنيامين نتنياهو، بزيارة رسمية لسلطنة عُمان.
هذه التطورات اثارت موجة من الجدل في الصحافة والشارع العربي حول العلاقات العربية الإسرائيلية، وعن تطبيع العلاقات.
جريدة الوطن (عُمان):
في مقاله "حسناً تفعل السلطنة"، يقول د. أسامة نور الدين مشيداً بخطوة سلطنة عمان في استضافتها لنتنياهو: "حسنا تفعل السلطنة عندما تقف على الحياد الإيجابي في القضايا والأزمات التي لا تكاد تتوقف في المنطقة، لتصبح بذلك رأس الحكمة والعقل التي يلجأ إليها الفرقاء لتسوية النزاعات" ويضيف: "هي كذلك لا تألو جهدا في إيجاد حلول بناءة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من خلال التواصل مع طرفي الصراع وتقريب وجهات النظر، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على ثوابت القضية وعدم التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ولذلك فقد حرصت على استضافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبومازن”، وبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، ضمن جهودها في إطار عملية السلام وتحقيقه،".
الشرق الأوسط (السعودية)
الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد لمّح إلى تنامي الدور الإسرائيلي في المنطقة كحتمية تستدعي التعامل معها، قائلاً " إن إسرائيل لعبت دوراً مهماً وبالغاً في ضرب النفوذ الإيراني المتعاظم في سوريا، وأصبحت إسرائيل مهمة للأمن الإقليمي بعد أن كانت تعتبر تفاحة مسمومة يتحاشى الجميع التعامل معها".
وفي ذات السياق أيضا، قدّم الإعلامي السعودي، سلمان الدوسري تبريرات للتطبيع العماني الإسرائيلي المعلن، لكنه انتقد قطر التي وصف سياساتها بالمتناقضة والمفضوحة " ما الفرق بين التطبيع العماني - الإسرائيلي ونظيره القطري - الإسرائيلي؟! الفرق شاسع، ولكن يمكن تلخيصه بثلاث نقاط جوهرية: أولها أن مسقط لا تمارس التخوين ولا التحريض على غيرها، بينما هي في الوقت ذاته تمد أيديها لإسرائيل، والزيارات بين البلدين لا تنقطع، كما تفعل الدوحة. والنقطة الثانية أن السلطنة رسمت لنفسها نهجاً متفرداً في التعاطي مع القضية الفلسطينية، تحكمه مبادئ المنافع والمصلحة السياسية، وبالتالي تعتبر أن خطها السياسي محكوم باستراتيجيتها، وليس بتناقضات مفضوحة وممجوجة، وتصوير نفسها كداعم لمحور المقاومة لتغطية علاقاتها القوية مع إسرائيل.
العربي الجديد (قطر)
وحول موضوع استضافة قطر والإمارات لفرق إسرائيلية خلال ألعاب رياضية على أراضيها، يشير الكاتب السوري حيّان جابر، إلى أن "مؤسسات المجتمع الدولي باتت ترفض قبول طلبات استضافة أي من الأحداث العالمية، رياضية أم فنية أم سياسية، إن لم تُرفق بتعهد رسمي يقرّ بحق جميع الدول، وفي مقدمتها الاحتلال، في المشاركة على قدم المساواة مع أي دولة أخرى. وهو ما يعتبره بعضهم تبريراً لرفع علم إسرائيل عاليا في السماء العربية أخيرا"، لكن الكاتب يبدو حريصا أيضا على عدم الانسياق في رأيه نحو هذا التبرير، إذ يعتبر أنه في الوقت الذي تحاول فيه السلطة الوطنية الفلسطينية أن تجعل من إقامة الدولة الفلسطينية، شرطا أساسيا غير قابل للمساومة، يسبق الاعتراف العلني العربي، وجميع أشكال التطبيع العربي مع الاحتلال.
من جهته، يركز الكاتب والباحث الأكاديمي مصري عادل سليمان، على جزئية اهتمام إسرائيل بالتطبيع الرياضي قبل السياسي، مشيرا أن "إسرائيل تدرك أن أي اتفاقاتٍ مع نُظم الحكم، والحكام، ستبقى رهناً ببقاء تلك النُظم وحكامها، بينما تبقى الشعوب على عدائها للكيان الصهيوني المُحتل"، لذلك اختارت إسرائيل مخاطبة الشعوب مباشرة عبر الرياضة".
كما ينتقد الكاتب والصحفي الفلسطيني ماجد الشيخ إقامة ما سماها علاقاتٍ تطبيعيه وتجاريةً وأمنية جدية مع الاحتلال الإسرائيلي " وكما كانت اتفاقات أوسلو التفافا على مفاوضات مدريد، يبدو أن الدور العُماني، وأدوارا إقليمية أخرى، تسعى إلى أن تكون مقدمة لاختراقٍ باتجاه الصفقة، مقبول من الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، وبموافقة أميركية وغطاء إقليمي، حتى أنه لم يبق من معيقاتٍ أمام الإعلان عن مضمون الصفقة في الأسابيع المقبلة."