أصبح بإمكان الناشطين في المجال الثقافي من الفنّانين والمصوّرين والأكاديميّين ومديري الشؤون الثقافيّة أن يستفيدوا من تكوين شبكات تواصل جديدة، من خلال تبادل الأفكار والتعاون فيما بينهم.
إن شبكة المبدعين الثقافيّين (CIN) تصل بين الناشطين الثقافيّين الشباب المنخرطين في مجال التغيير الاجتماعيّ من مخلف بلدان شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسّط، ليكتشفوا روابط ثقافيّة فيما بينهم، كتجارب عمليات الانتقال الديمقراطي في أوروبا الشرقيّة والدول العربيّة أو عوامل أزمة لاجئين مشتركة. أبصرت شبكة (CIN) النور سنة ٢٠١٢ ضمن إطار "الشراكة التحويليّة الألمانيّة-العربيّة" German-Arab transformation partnership، بدعم من معهد غوته، شبكة المبدعين الثقافيّين.
وتفيد "فيلومينا فيتيبالدي"، فنّانة تشكيليّة إيطاليّة وعضو في شبكة المبدعين الثقافيّين، قائلة: "نعتبر الثقافة وسيلة للتحوّل الاجتماعيّ، ونريد أن نبني الجسور بين الناس الذين يعملون على إحداث تغيير في مجتمعاتهم على الصعيد المحلّي، وأن نرى كيف يمكنهم أن يتبادلوا أفضل الممارسات والتحدّيات كما نسعى إلى أن نبني معاً مشاريع لها تأثير أكبر على منطقتهم بالمجمل." وتعتمد الشبكةُ النهج التشاركي والديمقراطيّ في صنع القرار، بحيث أنّ الأعضاء يصوّتون لاختيار المشاريع باستخدام " منهجيّات تجريبيّة لخلق المشاريع والأنشطة" كما تعبّر فيتيبالدي.
منظّم المعارض والكاتب الصربيّ فلاديمير باليبرك زار مصر سنة ٢٠١٢ من خلال شبكة المبدعين الثقافيّين، ويدلي أنه كان هناك نوع من الألفة التلقائيّة مع العديد من المصريّين بسبب الأحداث السياسيّة في صربيا. كما قام "باليبرك” بإطلاق مشروع "ريشة"، وهو عبارة عن بوّابة الكترونيّة تضمّ قصصًا مصوّرة لرسامين من أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ قصص مصوّرة ومشاهد من فنّون الشارع. "ساحة فنون الرسم الدوليّة تتوق للحصول على موادّ من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشماليّة" يضيف بالريك. وتلازمًا مع توسّع المشروع، قاموا أيضًا بنشر كتاب من مئة صفحة من "الموادّ الفوضويّة التي تستأثر النظر" نفّذها فنّانون من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشماليّة وأوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة، تحت عنوان وموضوع: الفوضى. " كنّا متأكّدين من أنّ الناس سيجدون الوحي الكافي لهذا العمل مباشرة في محيطهم. وتبيّن أنّ الأمر صحيح – فالفوضى تهيمن في كلّ مكان".
شارك أبو بكر عبد الباقي الذي يعمل كمدير إبداعيّ ومحرّر في شركة إعلاميّة شارك في تأسيسها في السودان في حدث نظمته شبكة المبدعين الثقافيّين في العاصمة البلغاريّة صوفيا، حيث أطلق المشتركون مشروعًا يقضي بتصميم البطاقات البريديّة التي تنشر تجارب اللاجئين. ووجد عبد الباقي شغف جديد من خلال الرسم اليدويّ، وهو الآن ينشر على الانترنت رسومه المتحركة الخاصّة التي تعالج مشاكل الشأن العامّ على المستويين الاجتماعيّ والسياسيّ. ويقول بأنّ آراء أعضاء شبكة المبدعين الثقافيّين ودعمهم يشجّعاه بشكل كبير على المتابعة. إنّ عدد متابعين عبد الباقي على الانترنت يتضاعف الآن بوتيرة ثابتة، وهو يتحضّر للمشاركة في معارض دوليّة.
لمزيد من المعلومات يُرجى زيارة www.culturalinnovators.org
قام بإعداد هذا المقال طاقم مجلة زينيت لصالح معهد غوته. مشروع "شراكة التحويل" الذي يقوم به معهد غوته، مدعوم من قبل وزارة الخارجية لألمانية اللإتحادية.