في خضم تحقيقات مكتب الاستخبارات الأمريكية بقضية مقتل جمال خاشقجي، وتوجيه اتهامات لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، باصداره أمر بالإعدام. يقوم الأخير بجولة زيارات رسمية لعدد من الدول، وآخرها كانت الأرجنتين، لحضور قمة العشرين.
أثارت جولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى دول عربية عدة، بينها تونس وموريتانيا والجزائر ثم مشاركته في قمة العشرين في الأرجنتين، ردودا ومواقف متباينة، بين مرحب بتحركات بن سلمان وبين مستنكر لها على اعتبارها محاولة لتبييض صورته من خلال زياراته الخارجية، وخاصة بعد الاتهامات الموجهة له بقضية اغتيال جمال خاشقجي.
صحيفة "القدس العربي":
الكاتب الصحفي، توفيق رباحي، علّق على زيارة بن سلمان إلى تونس وموريتانيا والجزائر بالقول إنه "لو لم يكن الرجل مأزوماً ومُحاصَراً في بلاده والخارج، لكانت هذه البلدان الثلاثة ستقع في آخر قائمة الدول التي يفكر في زيارتها وعقد صفقات واتفاقات معها. ولو لم يكن هدفه إرسال رسائل للعالم أنه بخير في محيطه وغير متأثر بما حدث، لكان يستحيل أن يفكر في هذه البلدان وهو في ذروة الزهو بمشاريعه العملاقة".
وبخصوص زيارة بن سلمان لتونس، ذكّر الكاتب في المقال نفسه بأن "السعودية قادت محوراً بذل جهداً لجعل تونس تدفع ثمن اختيارها أن تكون نموذجا في التغيير السياسي السلمي. فقد حاربت السعودية والإمارات التجربة التونسية وسعتا إلى التخريب في هذا البلد بأكثر من طريقة، وأنفقتا أموالا كثيرة لعرقلة خروجه من مخاض ما بعد ثورة 2011".
جريدة "العربي الجديد":
عن زيارة بن سلمان للجزائر، يرى الكاتب والإعلامي الجزائري حسان زهار، أن إعادة الهيكلة والتسويق لولي العهد السعودي من الجزائر "لن يكون بالمجان، فعلى الرياض أن تجيب بوضوح عن تساؤلات الجزائريين في موضوع رفع إنتاج النفط السعودي، وما أدّى إليه من انهيار في أسعار هذه المادة الأساسية بالنسبة للموازنة الجزائرية". وأضاف الكاتب أن "هذه القضية محورية بالنسبة للجزائر ولا يمكن التغاضي عنها، كونها تشكل العنصر الأساس في استقرار الجزائر، فانخفاض أسعار البترول بحوالي 30 دولاراً للبرميل الواحد في ظرفٍ وجيزٍ هي ضربة قاصمة لكل الحسابات السياسية للسلطة في الجزائر. وقد بدأت الحكومة في تهيئة الرأي العام لأيام سوداء قد تشهدها البلاد جرّاء ذلك".
من جهته، علق حسام كنفاني مدير تحرير "العربي الجديد" على مشاركة بن سلمان في قمة العشرين في الأرجنتين، قائلا " بات بن سلمان، والذين يدورون في فلكه، يعتقدون أن الجريمة صارت وراء ظهورهم، وأن الملف في طور الطي". واضاف قائلاً "إن الدول الغربية ستُبقي قضية خاشقجي معلقة، لتكون إطاراً مناسباً لابتزاز السعودية وولي عهدها في أي لحظة. وفي حال قدّر لبن سلمان أن يتولى عرش المملكة، فإن الجريمة وتداعياتها ستكونان قيداً يرافق فترة حكمه، إذ سيعود التذكير بها إلى الظهور في أي مناسبة ترى فيها الدول الغربية، والولايات المتحدة تحديداً، أن سلوك السعودية يتعارض مع مصالحها".
صحيفة "عكاظ" السعودية:
بالمقابل، امتدح الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس رامي الخليفة العلي الدور الذي تتمتع به المملكة، مستدلا على ذلك بأن "قادة مجموعة العشرين اتفقوا أن يكون اجتماع القمة سنة 2020 في الرياض وأن تكون المملكة ضمن الترويكا التي تناقش القضايا التي سوف يتم نقاشها في الاجتماع القادم في اليابان. وهذا يعكس حسب قوله "الثقة التي يوليها قادة دول مجموعة العشرين للمملكة ودورها والأهمية الاستثنائية من الناحية الاقتصادية والسياسية التي تتمتع بها المملكة".
جريدة "الجزيرة" السعودية:
كما دافع الكاتب السعودي خالد المالك على مشاركة بن سلمان في قمة العشرين وحرص المشاركين فيها على الاجتماع به، قائلا "إن اجتماعات بن سلمان على هامش قمة العشرين بنائب الرئيس الإندونيسي، ورئيس الوزراء الهندي، ورئيسة وزراء بريطانيا، والرئيس الصيني والرئيس الفرنسي، وغيرهم، يظهر حجم الاهتمام بالمملكة ورئيس وفدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
صحيفة "الخليج" الاماراتية:
من جهتها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية "في افتتاحيتها، "زيارة محمد بن سلمان إلى بلده الثاني، الإمارات، استثنائية بكل المقاييس، وأثبتت أن قادة البلدين أكثر التصاقاً بهموم المنطقة، وأكثر إصراراً على مواجهة المؤامرات، التي تُحاك ضدها، سواء كانت من القريب أم من البعيد؛ ما أكسب الزيارة ألقاً وبُعداً سياسيين واجتماعيين كبيرين".