منظمة البوصلة هي مثال نادر للمنظمات غير الحكومية التي تعمل على جعل العملية السياسية أكثر شفافية، واشراك المواطنين في هذه العملية، في منطقة منهكة من قمع الحكومات.
قبل الثورة في تونس، فكرة وجود منظمات معنية بالتدقيق في عمل السياسيين المحليين ونشرها للجمهور، كانت فكرة بمثابة نكتة. وبالفعل، هذه المنظمات كانت تواجه بقمع الحكومات، في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ولكن البوصلة تميزت بين المنظمات التونسية التي ساهمت بتشكيل المشهد السياسي في تونس منذ عام ٢٠١١.
العديد من المنظمات، ومن ضمنها هيئة نوبل النرويجية، أشادت بقوة المجتمع المدني التونسي بتوجيه البلد الشمال افريقي الصغير بعيداً عن المنزلقات التي تعرض لها في مرحلته الثورية في عام ٢٠١١. ولكن، الإطاحة المفاجئة بالديكتاتور زين العابدين بن علي، خلّف ورائه جمهوراً غير مدرك للعديد من الهيكليات الديمقراطية والتي كان مطالباً بتحديدها في ذلك الحين.
المنظمة التي تشكلت في شهر أيار/مايو عام ٢٠١٢، من قبل ناشطين مدنيين من الطلبة، تسعى لبناء جسر لعبور فجوة المعرفة، ولتزويد العامة بالمعلومات عن التغيرات التي تهز المشهد السياسي. باستخدام وسائل اعلام كانت بعيدة عن المحيط السياسي في السابق، بدأت البوصلة بمراقبة عمل اللجان على مسودة الدستور ونشره على جمهور متعطش للمعلومات. عبر موقعها وعبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت البوصلة بخلق منصة معلومات، وسط المستنقع السياسي، قادرة على انشاء تواصل بين المواطنين وصناع القرار.
موقعها على الشبكة العنكبوتية يحتوي على ثروة من المعلومات الإحصائية عن الحكم في تونس. وصفحتها على الفيس بوك يتابعها أكثر من ٢٢٥,٠٠٠ متابع لمعرفة آخر الأحداث التي تحدث في البرلمان، بين ما يتابعها تقريباً نفس العدد على حسابها على موقع تويتر.