بعد سيطرة "جيش خالد بن الوليد" المرتبط بتنظيم الدولة ازداد تفاقم الوضع المعيشي في حوض اليرموك بدرعا. وزادت اعداد النازحين في منطقة تغيب عنها الإمدادات.
هارباً من تقدم جيش خالد بن الوليد المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية، فّر " أبو محمد" الرجل الخمسيني الذي اجبره الخوف على أطفاله للخروج بهم نحو مناطق بعيدة عن سيطرة التنظيم خوفا من القتل والتنكيل، ويضيف أبو محمد في حديث خاص مع "زينيت" انه تمكن من الهروب من مزرعته القريبة من "بلدة عدوان" بعد أن سيطر عليها جيش" خالد بن الوليد" تاركاً خلفه مزرعته وزرعه إضافة لبعض المواشي التي كان يرعاها وتعيله في معيشته.
ويشير أبو محمد انه لجأ إلى بلدة الشيخ سعد الخاضعة لسيطرة فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة السورية التي أصبحت تعتبر خط المواجهة الأول مع التنظيم الذي يسعى جاهدا للسيطرة عليها.
ووصف الرجل الخمسيني الوضع بالمرعب قائلاً انه نجا بأعجوبة منهم أملاً ان تقوم فصائل الجيش الحر بصدهم وردهم في تقدمهم وإعادة المناطق التي خسرتها قبل أسابيع ليتمكن من العودة لمنزله ومزرعته.
وكان الفصيل المتطرف والمتواجد في ريف درعا الغربي قد سيطر قبل بضعة أسابيع على أربعة قرى وتليّن استراتيجيان في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي من درعا ليتمكن من كسر خطوط حصاره الأولى التي كانت مفروضة عليه من قبل فصائل المعارضة المسلحة وبذلك يكون التنظيم قد استطاع توسيع رقع الحصار المفروض عليه من قبل الفصائل الثورية.
يقول أيهم الأزلي وهو قيادي في فصيل معارض في درعا أن التنظيم بعد سيطرته على هذه القرى قام بمصادرة جميع الموارد الموجودة ضمن مناطق توسعه من مواد تموينية ومحروقات ومحاصيل زراعية تشمل مستودعات للقمح تابعة للمجالس المحلية.
كما قام التنظيم بإفراغ جميع المحلات التجارية من البضائع مقابل مبالغ مالية بسيطة جدا لا تتجاوز سعر ربع البضاعة المصادرة، وتأتي عمليات المصادرة نتيجة محاولة فصائل المعارضة استرداد المواقع التي خسرها قبل أيام.
ويضيف الأزلي أن التنظيم احتكر هذه المواد المصادرة من قبله ونقلها نحو مناطق سيطرته في بلدات جملة ونافعة التي تعتبران أهم معاقل التنظيم في المنطقة في حين أغلقت جميع الأفران في هذه القرى بعد إفراغ مستودعات القمح والطحين من قبل التنظيم.
وأشار الأزلي إلى أن التنظيم قام بالحجز على عدة منازل تعود ملكيتها إلى قادة وعناصر يتبعون لفصائل الجيش الحر إضافة لمنازل مواطنين فروا من مناطق سيطرة الأخير واعتبرهم التنظيم بالفارين ولا يحق لهم العودة.
وضمن معارك التصدي لزحف التنظيم أعلنت غالبية المجالس العسكرية التابعة للمعارضة في مدن ريف درعا عن حظر للتجوال يشمل المدنيين يوميا يبدأ مساءا وينتهي صباحا في نية منهم لتسهيل اكتشاف اي تحرك لخلايا التنظيم في هذه المدن.
السيد معن الوادي رئيس مكتب المجالس المحلية في مجلس محافظة درعا الحرة في حديث خاص لمجلة "زينيت " أن ثلثي سكان البلدات القريبة من المعارك الدائرة فروا من مدنهم خوفا من سيطرة التنظيم عليها ، وبلغ عدد العائلات التي نزحت من منطقة حوض اليرموك ما يقارب ألف عائلة هربوا إلى العراء دون توفير اي إعانة لهم وصعوبة إيجاد مأوى لهذه الأعداد الكبير من النازحين.
ويضيف الوادي أن مجلس المحافظة عاجز عن استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من سكان حوض اليرموك نظرا لتزامن حركة نزوحهم مع نزوح قرى اخرى تتعرض لقصف جوي من قبل النظام، ويناشد الوادي الجمعيات والمنظمات الإنسانية لمد يد العون إلى سكان الريف الغربي وتقديم الدعم اللازم من لباس وغذاء ودواء.