الزمن اللازم للقراءة: 8 دقيقة
وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس

الاتفاق وما سيأتي بعده..

تحاليل
وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس

ما الذي يعنيه تبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس؟ ولماذا يستخدم الجانبان الصفقة كذريعة؟

يتألف اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة من ثلاث مراحل متتالية. تستمر المرحلة الأولى لمدة 42 يومًا تبدأ في 19 من كانون الثاني/يناير، وتنص على وقف مؤقت لجميع العمليات العسكرية. كما تشمل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل أسرى فلسطينيين، تم الإفراج عن نحو 90 منهم من النساء والأطفال حتى الآن.

 

كما تنص المرحلة الأولى أيضًا على تحسين وصول إمدادات المساعدات إلى قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وممرَي نتساريم وفيلادلفيا. كما تكون عودة النازحين الفلسطينيين إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة تحت إشراف مصري وقطري.

 

ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بالتوازي. وينص ذلك على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد آخر من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وتنص المرحلة الثالثة على إعادة الرفات البشرية، وبدء تنفيذ خطة إعادة الإعمار، وفتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع.

 

ومع ذلك، يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينوي بالفعل استكمال المرحلة الثانية، حيث أعلن وزير الداخلية إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش انسحابهما من الحكومة في حال حدث ذلك. وليس من الواضح بعد ما إذا كان الضغط من داخل الحكومة له تأثير أكبر على قرارات نتينياهو أو الضغط من خارجها. على أي حال، من المرجح أن تبقى مبادرة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف التي جعلت الصفقة الحالية ممكنة مجرد صدفة لا تتكرر مدفوعة في المقام الأول بالزخم المحيط بالمرحلة الانتقالية في البيت الأبيض. كما يفترض العديد من المراقبين أن ترامب قد تعهد بالفعل بدعمه لنتنياهو في حال قررت إسرائيل مواصلة الحرب وخرق وقف إطلاق النار المتفق عليه بعد المرحلة الثانية أو خلالها.

 

إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادة حقاً في إنهاء الصراع بشكل نهائي وإعادة جميع الرهائن، فلماذا لم توافق على صفقة شاملة لا تتضمن مراحل منفردة، ولكنها تسعى لتحقيق نفس الأهداف بالضبط؟ لماذا المخاطرة بتعريض حياة الرهائن للخطر بينما يمكن إنقاذهم؟ في تعليقه على الاتفاق، يقول الصحفي في صحيفة ”هآرتس“ تسفي برئيل إن حكومة نتنياهو لا تنوي تمديد الاتفاق إلى مرحلة ثانية وستكتفي بعودة 33 رهينة تم إنقاذهم، وستُفسر مصير الرهائن الباقين على أنه ضرر جانبي. ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعات سابقة مع أقارب الرهائن لم يلتزم صراحةً بتنفيذ جميع المراحل.

 

وبالنظر إلى الجانب الآخر من الصفقة، نجد أن الرهائن غائبين تماماً عن تصريحات حماس العلنية رداً على وقف إطلاق النار. فقد أعلن خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مقابلة مع قناة العربي القطرية، أن ” ما قامت به نخبة القسام من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني سيبقى مفخرة لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل“. إن وقف إطلاق النار والالتزام بالسلام لا يلعب عملياً أي دور في تصريحات مسؤولي حماس.

 

وعموماً، لا يتم ذكر السكان المدنيين في غزة وأوضاعهم الإنسانية ولا ذكر أمنياتهم للمستقبل، بل إنهم يسعون لعدم الظهور كطرف مهزوم عسكريًا في الاتفاق متشبثين بالقشة الأخيرة. بل إن خطاب حماس العسكري يشير إلى أنها تستعد بالفعل للجولة القادمة من القتال: ”هذه الحرب لن تنتهي بهذه المعركة، سيستعيد شعبنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا قريبا"، كما جاء في خطاب الحية على التلفزيون القطري الأسبوع الماضي.

عن: 
سارة الشرمان