الجزائر، مصر، العراق، فلسطين، الأردن، لبنان، المغرب، السعودية، واليمن. هذه هي الدول العربية التي وصلت إلى قائمة الأفلام الطويلة التي سوف تتنافس على جائزة أفضل فيلم "أجنبي" لجوائز الأوسكار لعام ٢٠١٦. مشكلة أكبر حضور عربي في تاريخ الجائزة.
لم يكن هناك أهمية بالغة لدى العالم العربي تجاه جوائز السينما العالمية في السابق، ولكن مع التطور المستمر الذي تمر به المنطقة، نرى تغير شاسع من خلال تواجد كثيف لمهرجانات سينمائية عربية وكذلك اهتمامات من قبل مهرجانات دولية بتمكين مخرجين من الشرق الأوسط من عرض مواهبهم على ساحة السينما العالمية. تعتبر جوائز الأوسكار الأمريكية أهم حدث سينمائي على الاطلاق، ومع مرور السنين يتكاثر تواجد أسماء عربية في هذا الحدث العالمي من خلال ترشيح افلام من لبنان، وفلسطين، والمغرب ومصر وغيرها حيث تتناول هذه الأفلام مواضيع تتعلق بمشاكل وواقع عربي بطريقة تسمح للمشاهد الغربي بالتواصل وفهم واقع الحياة في الشرق الأوسط. بدأت هذه الموجة في عام ٢٠٠٦ عندما تم ترشيح الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" لجائزة أفضل فيلم أجنبي، العامل الذي دفع وشجع العديد من المخرجين العرب على الحلم بوصول أعمالهم السينمائية للعالمية.
لأول مرة: اليمن في قائمة الأفلام المتنافسة
في الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، قامت أكاديمية فنون السينما وعلومها المسؤولة عن توزيع جوائز الأوسكار بنشر القائمة الطويلة للأفلام المتنافسة في جائزة أفضل فيلم "غير ناطق باللغة الانجليزية" معلنة عن تواجد اليمن في هذه القائمة لأول مرة. "أنا نجوم، في العاشرة من العمر ومطلقة" من إخراج خديجة السلامي، يحكي واقع فتاة يمنية تبلغ من العمر ١٠ سنوات متزوجة من رجل يبلغ عمره ٣٠ سنة - الفيلم الذي تم تصويره في اليمن في ظل اوضاع امنية مضطربة يحكي عن معاناة ونضال فتاة يمنية قاصرة للحصول على الطلاق في بلاد لا تحمل قوانين لمكافحة زواج الأطفال.
تقول خديجة السلامي لزينيت بأن الوضع الحالي في اليمن جعله من الصعب تقديم الفيلم لأكاديمية فنون السينما والعلوم ولكن كان من المهم للمخرجة أن تقدم للجمهور العالمي فكرة عن واقع الحياة في اليمن - فحينما تمتلك اليمن مناظر رائعة وقصص انسانية ذات أهمية بالغة، هناك صعوبات عديدة لتصوير أفلام سينمائية من حيث قلة تواجد خبراء صناعة السينما وصعوبة تمكينهم من دخول اليمن.
ولكن مع كل هذا ترى السلامي أهمية كبيرة لحصول اليمن على مساحة بين هذه الأفلام - العامل الذي يشجع العديد من الشباب اليمني ليوصلوا اسمائهم في يوم ما إلى قائمة الأوسكار.
إسرائيل تنافس بفيلم ناطق باللغة العربية
لأول مرة، قامت إسرائيل بتقديم فيلم ناطق باللغة العربية ليمثلها في الأوسكار لهذا العام. الفيلم "عاصفة رملية" يتناول واقع درامي لحياة أسرة بدوية عربية داخل المجتمع الإسرائيلي. وقد حصد الفيلم على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية كما حصل على ٦ جوائز "أوفير" التي تعتبر أرفع جوائز سينمائية في إسرائيل.
أما الأردن فقامت بتقديم فيلم "٣٠٠٠ ليلة" من إخراج ميّ المصري، الفيلم الذي يحكي قصة معلمة فلسطينية يقبض عليها الجيش الإسرائيلي بتهمة مساعدة المقاومة ويقوم بسجنها في سجن إسرائيلي يضم سجينات فلسطينيات وإسرائيليات.
الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة" يتنافس في وقت عدم تواجد دور عرض سينمائية في المملكة العربية السعودية.
للمرة الثانية تتنافس السعودية للفوز بجائزة الأوسكار من خلال فيلم "بركة يقابل بركة" الذي يدور احداثه حول قصة حب بين موظف من أسرة بسيطة وفتاة ذات شهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وحيثما حصل الفيلم على تصريح من وزارة الإعلام في السعودية بالسماح بالتصوير، حرص فريق العمل على اختيار الأوقات التي لا تشهد ازدحاما في الشوارع لتجنب أي مخاوف من منع التصوير
وصرحت بطلة الفيلم السعودي فاطمة البناوي لزينيت عن مدى اهتمام وشغف الشباب السعودي بصناعة السينما - حيث عندما يمنع القانون السعودي من تواجد صالات عرض سينمائية، يقوم الهواة باللجوء الى اليوتوب لعرض مواهبهم وأعمالهم السينمائية - كما أصبح هناك جامعات نسائية تخصص مجالات لدراسة السينما وتحظى على اهتمام العديد من الهواة الذين يأملون بتواجد صالات عرض سينمائية في المستقبل القريب
آمال كبيرة بالنجاح، وتطلعات المشاهد العربي بأمل حصول فلم عربي على لقب أفضل فيلم - اللقب الذي حصلت عليه إيران في عام ٢٠١٢ لتكون أول دولة من منطقة الشرق الأوسط الحاصلة على هذا التكريم. هل ستكون هذه السنة من نصيب إحدى هذه الدول العربية المتنافسة؟ الإجابة في الـ٢٦ فبراير، ٢٠١٧ حين يتم عرض حفل توزيع جوائز الأوسكار